30

مارس

“فانتازيا” أحمد رجب الشافعي.. قصة نجاح ملهمة لرجل أعمال شاب

يعاني الجد السبعيني محاولا أن يجد سبيلا إلى النوم وإراحة جسده المنهك لكن دون جدوى، اعتاد حفيده أحمد تفقّد أحواله في آخر الليل بعد انتهائه من دروسه، يسأل الجدَّ إن كان يحتاج شيئا ويتجاذب معه أطراف الحديث، فيصارحه الجد بأن "المرتبة الطبية الجديدة نار الله الموقدة"، وكانت اختيارا سيئًا للغاية. لا يحتاج الشافعي إلى مراجعة جده في أسباب انزعاجه من "المرتبة" التي اشتراها له قبل شهر، فالخامة سيئة ترفع درجة الحرارة في الصيف تحديدا وتحوّل "النوم" إلى تقلّب على الجمر، لكنه وعد بحل المشكلة، رغم قناعته أن أنواع المراتب الموجودة في السوق تكاد متشابهة.

بداية الفكرة

لجأ أحمد رجب الشافعي إلى حل استثنائي، إذ قرر تصميم مرتبة بنفسه، واستعان بـ"منجّد" لتنفيذها بمواصفات محددة تناسب احتياجات جده، إلا أن المحاولة الأولى باءت بالفشل مجددًا، واشتكى الجد من المرتبة بعد أشهر، فتحول الأمر إلى تحدٍ للحفيد، وبدأ رحلة لم يكن في باله "أنها ستتخذ هذا المسار". في هذه الرحلة اختبر الشافعي عن قرب كل الأنواع الموجودة في السوق، وتردّد على محال وورش تصنيع المراتب الإسفنجية بكافة أنواعها، وبعد أشهر استقر على عدد من الخامات وتصميم معين لتصنيع مرتبة مثالية لجده، واستعان في الخطوات التنفيذية بأحد الحرفيين في هذا المجال، ونجحت المحاولة هذه المرة، ونالت المرتبة رضا الجد، لكن الرحلة لم تنتهي عند هذه النقطة، إذ اكتسب الشافعي خبرات ومعارف عدة لإنتاج مرتبة واحدة لجده، خصوصاً وأن دائرة غير قليلة تابعت مساعيه والتحدي الذي فرضه على نفسه، وتلقى طلبات من أهل قريته لتصميم وصناعة مراتب، وهكذا كان هذا التحدي الإنساني لإرضاء الجد وتحقيق راحته، سبيلاً للانطلاق في مشروع صناعي ضخم، وإنتاج علامة تجارية تشق طريقها محلياً وإقليمياً بسرعة الصاروخ. درس الشافعي تفاصيل صناعة المراتب، واشترى أول ماكينة، ثم أقنع والده بتحويل مصنع المنتجات الغذائية في مدينة جمصة بمحافظة الدقهلية، إلى مصنع صغير لإنتاج المراتب ليقطع خطوة جديدة في رحلة نجاحه. blank

افتتاح مصنع فانتازيا بحضور محافظ الدقهلية

فانتازيا.. الحلم يتحقق

بدأ الشافعي مسيرته المهنية بالعمل في تجارة المنتجات الغذائية إلى جانب والده منذ أن كان في الخامسة عشر من عمره، ما أكسبه خبرة تجارية مبكرة جعلته مؤهلا لتطوير مصنع قوامه ماكينة واحدة ومجموعة صغيرة من العمال، خرج إلى النور في عام 2012. وتحول المصنع الصغير إلى سلسلة كبيرة تضمّ 7 مصانع لإنتاج المراتب بجميع أنواعها وتوسع لإنتاج مستلزمات السرير، ثم اتخذ خطوة لم يفكر فيها كثيرون غيره وهي إنتاج الإسفنج – وهذه قصة أخرى ملهمة- وافتتحت شركته أحدث مصانعها في المنطقة الصناعية بجمصة يناير الماضي. عن اختياره لاسم فانتازيا، يقول الشافعي إنه يحمل دلالة على الاختلاف وهذا ما كان ينشده في كل منتجات شركته التي تنتج حاليا نحو 15 منتجا مختلفا ولديها 23 موزعا في جميع أنحاء الجمهورية، وتمكنت في غضون 6 أعوام من انطلاقها من الحصول على شهادة الأيزو 9001، كما حصلت على شهادة CE لمطابقة المعايير الأوروبية. blank

افتتاح مصنع فانتازيا

منذ بداية انطلاقة مصانع فانتازيا، سعى الشافعي لتقديم منتج مختلف قادر على المنافسة محليا وعالميا، وفي هذا الإطار دفع باتجاه ابتكار أول مرتبة "رولينج" في الشرق الأوسط، بهدف تقليص حجمها وتغليفها بطريقة تجعل من السهل حملها ونقلها وحتى تصديرها للخارج، وحاليا تُصدّر فانتازيا منتجاتها لأسواق عربية وأجنبية، أبرزها الأردن والسعودية وغينيا ومدغشقر. يرى الرئيس التنفيذي لشركة فانتازيا لصناعة المراتب والمفروشات، أحمد رجب الشافعي، أن الأقدار صنعت له طريقه، غير أنه يعيد الفضل دوما إلى "نومة جده غير المريحة" التي فتحت له باباً واسعاً للنجاح، ولا ينسى أيضا دعم أبيه، وبنص كلماته، "كان مقوّي قلبي ومؤمن بي لأقصى درجة، وواثق في نجاحي، وداعم دائماً". طموح الشافعي لا يقف عند حدّ، ودائما ما يذكّر نفسه بلافتة يعلقها على جدار مكتبه، ويضعها نصب عينيه، “نطوّر وسنطوّر مفهوم المراتب في الوطن العربيّ.

اقرء المقال علي موقع تليجراف مصر عن طريق الرابط التالي

"فانتازيا" أحمد رجب الشافعي.. قصة نجاح ملهمة لرجل أعمال شاب

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RELATED

Posts